هناك، في الزاوية البعيدة جلست مرتعشة كصيد جريح التحم بالجدار لاهثا عله يجد فيه المأوى. ملتفة حول نفسها عبثا تجاهد في لملمة تلك الافكار المبعثرة حولها في محاولة
فاشلة لاستدراجها مرة اخرى الى جعبتها و احتضانها
اذكر نظرتها الخائفة من ان يشم الذئاب احد الافكار المنسابة و يتتبع اثرها المتساقط وهي تهرول لتلتجئ بتلك الزاوية
يمنا و يسرا تدور عينها و يدها ممسكة بالافكار بين يديها لتتحسسها و تتبين فسادها من صلاحها و تبدأ في اقناعها
بالعودة الى الديار
فاجئها هذا السيل الغامر من الذكريات فور التقاطها عشوائيا لفكرة قديمة متهدلة حملتها الارض هموما و ترابا فوق طاقتها فتفتت
لم تدر ماذا يمكنها ان تغعل لتوقف هذا النزيف الذي راح ينهمر بالافكار و الذكريات ساحبا معه طاقتها و قدرتها على البحث و الاحتضان
ارتعشت من هول الكم المنسكب من الافكار و الذكريات عشوائيا حولها و ارتعدت حينما علمت بان تلك الرائحة النفاذة للافكار الوليدة ستجذب اليها الذئاب
الوقت محدود... الان لابد ان ترحل . الان
خيمت عليها سحب الحزن و هي تفكر: هل تمضي و تترك بنات افكارها لمهانة الارض.. ام تمكث لتلملمهم و هذا سيعرضها لخطر الهجوم المرتقب من الذئاب لتنتهك اسوارها مشردة المزيد من الافكار
قامت... و فيض العواطف انهمر مع دموعها و هي تمضي ناظرة الى الخلف على صراخ افكارها المرتبكة
ببطء تحول نظرها الى الامام ثم الى الاسفل و هي مدركة لان هذا الفيض من العواطف غير متجدد.. هي تفقد البعض منها الى الابد
ربما تعود.. و غالبا لا
مضت و نزف دموعها، عواطفها، ذكرياتها و افكارها يتناقص في اتجاهها لزاوية اخرى اكثر أمانا من الاولى لعلها تستطيع ان تحتوي نفسها و ترمم بنيانها
.......
painting is by: Frida
0 قالوا رأيهم في العك اللي تحت ؟؟؟:
Post a Comment