بداية لن أتحدث من منطلق ديني عن هذا الموضوع فأنا لستُ أهلاً لأن أخوض في تلك المسائل الفقهية.
سأتكلم عن قرار الوزير بمنع المنتقبات من دخول لجان الامتحان أو دخول المدينة الجامعية بالنقاب.
فقد صرح الوزير في لقاء عرضه برنامج الحقيقة قائلاً : أن نسبة المنتقبات تزداد بنسبة 30% أيام الامتحانات و أنهن يستخدمن النقاب في عملية الغش، كما أن هناك شاب قام بارتداء هذا الزي ليدخل إلى المدينة الجامعية ليقابل حبيبته.
و أوضح القرار قائلاً : عاوزة تلبسي النقاب براحتك خارج أسوار المدينة الجامعية إنما تدخلي من الباب تقلعية و تدخلي الامتحان وانتي قالعاه.
سيدي الوزير أين هي الحرية في قرار يجبرني على أن أتعرى كي أتعلم؟
قام برنامج الحقيقة باستضافة الدكتورة آمنة نصير ( استاذ العقيدة و الفلسفة بجامعة الازهر) و قد قالت أن المنتقبات يستخدمن النقاب في عمليات الغش و أنها قامت بنفسها بطرد من الامتحان أكثر من فتاة منتقبة استخدمت سماعات توضع في الأذن كي تقمن بعملية الغش.
لي سؤال هنا : أليس من الممكن أن تضع المحجبة تلك السماعات في أذنها لتخفيها عن الأعين بغطاء رأسها؟
هل سيكون القرار القادم إذن -بعد طرد فتيات محجبات من الامتحان لاستخدامهن السماعات تحت الحجاب - أن تخلع المحجبة غطاء الرأس أثناء ساعات الامتحان؟
و من إحدى وسائل الغش أيضاً أن تقوم الفتاة بكتابة الإجابة على بنطالها ، فهل سيكون القرار الذي يليه - بعد اكتشاف تلك الفتيات - أن تنزع الفتيات بنطالها أثناء ساعات الامتحان؟؟!!
الحل المقنع و الذي طُُرِحَ و كان يستخدم من قبل هو: أن يتم تعيين موظفة مسئوله عن التحقق من وجه الفتاة المنتقبة بجانب تفتيشها.
وأي مشكلة بعد ذلك تكون نتيجة تهاون تلك الموظفة المسئولة عن التفتيش في أداء واجبها.
ما أعلمه أن المنتقبات لم يكنّ يمانعن هذا الأمر - التحقق من الشخصية و التفتيش -عندما كان يحدث .. ما الذي جد إذا ؟
لماذا أحكم على فتاة فضلت تغطية جسدها بالمنع من التعليم - أجل فهذا القرار يأمرهن بالتعري من أجل التعلم و هذا ما لن يفعلنه - من أجل أسباب يمكن حلها بطرق أخرى غير هذا القرار الجائر على حق حرية تلك الفتاة في التعليم.
ما تحدثت عنه ينطبق أيضاً على ذلك الشاب الذي استغل النقاب ليدخل من بوابة المدينة الجامعية للفتيات،أين كانت المسئولة عن التحقق من وجه الفتيات قبل دخوله من أبواب المدينة في هذا الوقت؟؟
إنها مشكلة تهاون في القيام بالواجب و ليست مشكلة النقاب.
كما أنه يمكن للرجل أن يتخفى في شكل امرأة بوضع شعر مستعار و بعض مساحيق التجميل .. ماذا سيكون القرار القادم إذن للتحقق من أن التي تدخل إلى المدينة الجامعية هي فتاة ؟؟!!
إن النقاب قد أُسيء استخدامه كما يساء استخدام الكثير من الأشياء ، فهل أحرم بيع السكاكين لأنه تم استخدامها في القتل وليس في أعمال المطبخ؟!!
أي عقل هذا الذي يواجه الأمر بإقصائه تماماً أو إصدار قرار بمنعه؟؟
إنك حين تأمر فتاة منتقبة بالكشف عن وجهها هو كأن تطلب من محجبة أن تكشف عن شعرها و هو أيضاً كأن تطلب من محتشمة بالكشف عن أي جزء مستور من جسدها.
هل ترضين ذلك على نفسك ..وهل ترضينه لقريباتك .. و هل أنت ترضى ذلك لأختك أو لأمك أن تتعرى بقرار وزاري؟
أن تنزع عنها ما يسترها بحجة فرض الأمن ؟؟
أكرر سؤالي : هل يجب على تلك الفتاة أن تتعرى من أجل أن تتعلم أو أن تجد لها مأوى داخل أسوار المدينة الجامعية ؟
أين هي الحرية التي كفلها الدستور في المادة 46* أنه يكفل الحرية في العقيدة وممارسة الشعائر الدينية ، و المادة 41* أن الحرية الشخصية هو حق مصون لا يجب المساس به؟؟
أوضحت الدكتورة آمنة أيضاً أنها ترفض النقاب و أن هذا القرار الوزاري قد أُصْدِر لأن المنتقبات قد اتخذن النقاب وسيلة للتفرد .
الله تعالى أعلى و أعلم طبعاً بنوايا المنتقبات - وهذا ليس مجال للحديث - و لكن حتى إن كان النقاب وسيلة للتفرد على حد قولها .
ما هي المشكلة في ذلك؟؟
ما هي المشكلة في أن يسعى المرء للتميز؟؟
ألا تسعى الفتيات للتفرد و البحث عن الجمال أو الاختلاف عبر استخدام مساحيق التجميل و إتّباع الموضة؟؟
ألا يتفاخر أحد بأنه يمتلك شيئاً ثميناً أياً كان و أنه الوحيد أو من قلائل في العالم الذين يمتلكونه؟
ألا يسعى الفرد في المجتمع أن يتفرد في العلم ؟
أو في أي من مجالات العمل ؟؟
لماذا تمنعينها من التفرد ؟؟
أين هي المشكلة سيدتي .. أم أنها مجرد حجج واهية تغطي أسباب أخرى ورائها ؟؟
قالت الدكتورة آمنة أيضاً أنها تستنكر أنَّ النقاب قد روجت له بعض القنوات الفضائية من دول تريد أن ينتشر النقاب و أن النقاب هو أمر جديد في مجتمعنا .
بغض النظر عن أن مصر في الفترة ما قبل قاسم آمين كانت المرأة ترتدي البرقع لتداري وجهها.
وبغض النظر هل قامت إحدى القنوات الفضائية بالترويج للنقاب أم لا.
و بغض النظر - إن كان الترويج قد حدث - عن نية المروج له.
ألسنا نرتدي البنطال و القميص؟
ألسنا نتقصى أحدث صيحات الموضة من الغرب ؟
ألا تتفاخر السيدات بأن هذا المعطف من باريس و أن هذا الحذاء من ايطاليا ؟
ألسنا نردي ملابس مستوحاة من ملابس الغرب ؟
ما هي المشكلة في أن نرتدي ملابس مستوحاة من دول أخرى؟
ما هي المشكلة في الترويج للبس النقاب؟
تلخيصاً للأمر;
إن كان النقاب يستخدم للغش أو التخفي: فلماذا لا تعينوا موظفة مسئولة عن التحقق من هوية المنتقبات و تفتيشهن، و لم تمانع المنتقبات ذلك و هذا ما كان يحدث قديماً .
و إن كان وسيلة للتفرد أو قد تم الترويج من قبل قنوات فضائية فما المشكلة في هذا أو ذاك.
ما هي مشكلتكم مع النقاب ؟
هذه الفتاة حرة ترتدي ما تشاء.
تستر ما تشاء .
وتعري ما تشاء.
هي فضلت أن ترتدي النقاب - لأي سببٍ كان - فما شأنكم أنتم ؟
لكِ الحرية ألا ترتدي شيئاً، كما يحدث في بعض الفنادق والشواطئ في إحدى المدن السياحية بمصر.
ولكِ الحرية أن ترتدي المايوة.
ولكِ الحرية أن ترتدي الملابس الضيقة أو القصيرة.
ولكِ الحرية أن ترتدي ملابس فضفاضة.
لكِ الحرية أن ترتدي الحجاب.
و لكِ الحرية أن ترتدي الخمار.
فلماذا لا يكون لهن الحرية في أن يرتدين النقاب.
أكرر، ما هي مشكلتكم مع النقاب أيها السادة؟
ألم تكفلوا الحرية لمن يتعرى فلماذا تكبلون من يقوم بالتستر ؟
بغض النظر هل أنا مع النقاب أم لا .
وهل هو فريضة أم فضل أم أنه أمر مستحدث؟
أنا أتحدث عن حرية فتاة في أن تفعل ما تشاء مادامت لا تتعدى على حريات الآخرين بما تفعله .
........................
* مادة(41): الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأى قيد أو منعه من التنقل إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضى المختص أو النيابة العامة، وذلك وفقا لأحكام القانون.
مادة(46): تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
...................
تم تكبير خط التعليقات بعد ماكان منمنم : جزاك الله خيراً يا سيد بطوط حبوب
حكوك التبع و النشل محفوسة لنعكوشة
الصورة الملحقة هي تجميعة لعدة صور من عدة فنانين
الاولي لا اعلم صاحبها
الثانية blade
االثالثة لمحمود هنداوي