لحظات من عمري ( على الشاطيء)

سلام عليكم

هذه القصة غير مرتبطة بالقصة اللي قبلها ولكن ما اكتبه هو مقطع من الحياة

عشان كدة هيا لحظات من عمري ( مش عمري أنا ) بل عمر أي حد عايز يقول عمري

في جو هادئ . تدغدغه بعض النسائم و تعلو أصوات طيور النورس بين الفينة و الأخرى علي خلفية حالمة من أصوات الموج علي شاطئ ذو رمال بيضاء و بحر تتدرج ألوانه ما بين الأخضر الرقيق إلي الأزرق الغامق ليلتقي باللون السماوي معطياً ....

سقط قلمي بعد أن خبطه بكرته الصغيرة

إلتفت إليه بضيق
سمعت ضحكاته الطفولية فابتسمت.
علمت أنها دعوة منه كي أقوم من علي كرسيي الصغير خشبي الصنع و المنضدة اللذان اتخذتهما مكتبي...
صرخ عليّ : ماماااااااااااا ... شوفي عملت إيـــــــه؟
قمت من مكتبي لأخطو بقدمي علي تلك الرمال الساخنة و يبدأ العد التناقصي لعمري 27 > 23 > 19 > 15 لأصل إليه في عمر الخامسة
حفرت معه و بدأنا نصنع طرقاً و أنفاقاً في مدينتنا الرملية
كنا نتبادل الأدوار
هو يحضر الماء من البحر لنملأ البحيرة بينما أنا أضع القواقع لتزين المدينة ثم أذهب أنا لأحضر الماء و ياخذ هو دوري

ألتفت إلي صرخات ميادة الضاحكة و هي تركض باتجاهنا لتشاركنا عمارة مدينتنا الصغيرة
ثم فجأة ............

وجدتها قد قفزت علي المدينة

شخصت عينانا أنا و عليّ و ارتفعت ضحكاتها التي أثارت في غريزتي الطفولية ..
و بروح طفل غاضب عنفتها قائلة: امشي أنتي وحشة .
انطلق عليّ في البكاء
تبدلت ملامح ميادة حين قالت في حزن : آسفة يا ماما :(

- ماما - ما هذا الذي فعلته . أنا أمها و لست أصغر منها. كيف قلت لها هذا . تخبطت الأفكار في عقلي قبل أن آخذاهما الاثنين في حضني قائلة : متزعلش يا لولو، ممكن نعمل مدينة تانية وانتي يا مودة مش وحشة يا حبيبتي. إنما التصرف اللي عملتيه هوه اللي وحش وأنا محبش بنتي الجميلة تعمل تصرفات وحشة ، ولا إيه يا مودة؟؟
أومأت برأسها
قمت بدغدغتهما فانقضا علي كي يدغدغاني
و ارتفعت ضحكاتنا
لأعود مرة أخري لطفولتي

كم أحبكما
كم تمنحاني ما ظننت أني افتقدته
متى تعود يا قاسم لترى كيف صار بَنوك

احتضنتهما بشدة و غطينا عليّ بالرمال ثم انطلق ثلاثتنا لنستمتع بماء البحر البارد....................

...........................

حكوك الطبع و النشل محفوسة لنعكوشة