نـعـكـشـة

شوية كلام والسلام..مليش دعوةلوبعدما قريته قلت انك ضيعت وقتك..اقرأعلى مسؤليتك الخاصة

رسائل لم تُرسل بعد .



قد نقوم بكتابة رسائل للمجهول.
أو لشخص ما.
ولكننا لا نبعث بها إليه.
ربما لأنها تبدو سخيفة.
و ربما لأنها لا تليق.
و ربما لأننا لا نريد أن نفقده.
أو لأنه لا تربطنا به علاقة بالأصل.
ولكننا نكتبها.
ونتركها.
رسائل قد تجد احداها في أدراجك ، في صندوقك الخفي ، تحت طيات ملابسك ، بين أوراق روزمانتك أو ربما لم تقو حتى على أن تخط بكلماتها على الورق..
رسائل كلماتها مختلفة.
بعضها يذهب بك بعيداً إلى عالم من الأحلام حيث تنتمي و تتمني. حيث ترغب و كل رغباتك مجابة .. عالم تود لو تذهب إليه لكنك في معظم الأوقات لا تجازف لتبعث بكلماته إلى المرسل إليه...
.
بعضها يطرحك على أرض الواقع ... يخبرك بحقيقة شعورك و موقفك و واقعك الذي تتغاضى عنه و يجلبه لك دافعاً وجهك تجاهه بعنف .. يمسك برأسك بشدة قائلاً بقسوة: أنظر إليه جيداً ... تفحصه ... هل تريد حقاً أن تبعث به إليه؟!
.
بعضها مؤلم.. تشعر كلما قرأته أنك تريد البكاء و ربما تحس بسخونة دموعك الهاربة من عينيك رغم أن الموقف قد انتهى ، لم يحدث من قبل أو لن يحدث أبداً ، لكنك تعيد قرائتها و تسترجعه مرات و مرات حتى تسقط فريسة لها .. تستعطفها أن ترحمك . لكنها تضغط على جرحك بِغِل و تخبرك بحده في صيغة سؤال تعلم أن ليس له إلا إجابة واحدة ... هل ستبعث بي إليه؟
.
بعضها مبهج .. حتى و إن كنت في إحدى حالات إحباطك ، ما أن تقرأها ترتسم البسمة على تفاصيل وجهك و ربما تضحك عالياً و تتخيل الكلمة كثيراً و تفكر هل أبعث بها إليه؟ لكنها تخبرك ضاحكة : وماذا ستفعل إن لم يبتسم هو الآخر ؟! فتصاب بالوجوم فجأة بعد ضحكاتك الهستيرية و تدور بك الدنيا كحمام ذبحته ضحكاته و تغمض عينيك كأنك لن تراها.
.
وبعضها له وقع البلسم عليك ... أن تسقط على وسائد من ريش النعام مغطاه بالحرير ... تترك نفسك للهواء... تسقط ببطء و نعومة .. تغمض عينيك.. تخبر نفسك : هذه تستحق أن أبعث بها إليه. فتوشوشك الكلمات هامسة : بل هذه هي مناطقك الخاصة جداًَ التي لا يمكن لأحد أن يشاركك فيها أو يقترب منها.
كلمات و كلمات و كلمات
نكتبها أو لا تكتبها ، لكننا نخشن أن نبعثها .
نخشى أن يُساء فهمها و نخشى أيضاً أن تُفهم جيداً فينفض أمرنا..
نود أن نتركها في الظلام و نتمنى أن نرفعها إلى النور.
نفضل الإختباء إذا ما وصلت بين يدي من أرسلناها له و نحترق شوقاً أن نرى وقع كلماتنا عليه.
رسائل تمنحنا حياة أخرى على الورق نحياها و نحس بها.. بكل ما نُخفيه من مشاعر و تعابير نبتدعها نحن ... نفصّل أحداثها ثم ننكرها.
نتطلع إليها خلسة بعد التأكد من غلق الأبواب و الشرفات.
نستبدل النورالساطع بآخر خفيض نقرأها عليه. فهي قد كتبت في الظلام و ستظل فيه حتى نتحلى بشجاعة مواجها أحلامنا وواقعنا .. إبتهاجنا و حزننا .. ألمنا و راحتنا .. حياتنا المخفية وراء الظاهرة .. شخصيتنا الكاملة بتمام استدارتها ..
رسائل تدعونا لنغفو أمامها كي نحلم بها.
و لكننا نجاهد أمامها سهارى حتى نتم قرائتها..
وتبقى في النهاية.
مجرد رسائل.
لا تحمل إلا ما أرادت أن تكتبه أنفسنا .
.............................

حكوك الطبع و النشل محفوسة لنعكوشة

0 قالوا رأيهم في العك اللي تحت ؟؟؟: