نـعـكـشـة

شوية كلام والسلام..مليش دعوةلوبعدما قريته قلت انك ضيعت وقتك..اقرأعلى مسؤليتك الخاصة

رحلة داخل المرآة

ماهو الشعور حين تكون مستغرقا في تصفيف شعرك لتبدو وسيماً أو أنيقاً فقط لنفسك؟
حين تقف تنغم ألحاناً ارتجالية تجدها عذبة على مسامعك؟
تتمنى حينها لو أن الغرفة التي تعكسها المرآة تحولت إلي مروج واسعة تركض أنت بداخلها.
شعور بالزهو.. الانتشاء... السعادة .. العلو...
حينها تحاول أن تبعد كل من يقترب منك في هذه اللحظات كي لا تخرج من روح اللحظة..
أن تضع عطراً و ترتدي ثوباً قد لا تستطيع الخروج به -غير محتشم لكنه أنيق و يعجبك - ولكنك تستطيع الخروج إلي داخل المرآة .. حيث كل ما تتمناه موجود ... تبتسم ثم تتخيل الموقف:
كنت اركض منذ لويحظات بين المروج مُسدِلة شعري ليطير من خلفي.. الآن أنا أضع قرطاً من اللؤلؤ الصناعي ولكنه حقيقي في المرآة و عقد به لؤلؤة واحدة تتدلى اسفل العنق بقليل. أحدهم يأخذ مني معطفي الفرو و الآخر يسحب لي المقعد كي أجلس عليه .. أضع ساقاً فوق الأخرى .. يأتي النادل . لا أعلم ماذا أطلب .. افكر قليلاً ثم أطلب لحماً مشوياً و قليلاً من الخضار المسلوق و بعض السلطات و شراب الشعير بطعم التفاح حيث يُفترض أن الخمر حرام ... هل حرام أيضاً في التخيلات ؟! .. لا أدري ولا ضير من شراب الشعير... أحدهم يطلب مني أن أراقصه... لا أقوم لأني أريد أن أصاحبه و لكن لأني أريد الرقص... مقطوعة على البيانو لشوبان... ينخفض الضوء تدريجياً ثم يضيء و يطفيء بسرعة علي خلفية من الموسيقى الصارخة .. تتبدل الملابس إلي سترة قطنية و تنورة قصيرة من الجينز المنقوش ... اقوم بتلك الحركات التي اعتدت أن أقوم بها في المنزل بينما أنا أنظف أو أمكث وحدي في الفراغ ... القفز و تحريك الرأس بشدة و كل عضلة في جسدي .. تنبعث في طاقة من المجهول لأفعل المزيد من الحركات المختلفة ... يسطع نور الشمس غير الحارقة .. أحاول أن أحمي عيني من الشمس..أعتاد شيئاَ فشيئاً على النور المفاجيء... شاطيء بديع بلا أناس .. أنا و البحر وحدنا.. يتدرج في تناغم بين الأخضر الفاتح و الأزرق الغامق .. على مستوى نظري بيت من الخشب و ميناء خشبي صغير به يخت.. حفيف النخل يؤثرني و نسمات البحر تدغدغني ... تغريني لأرتدي ملابس البحر - فأنا وحدي- و أذهب إلى حبيبي ....أدوس بقدمي العارية حبات الرمل الساخنة فأحس بتفاصيل الحياة.. اقترب منه رويداً رويداً.. أمتزج به و أبدأ في فقدان السيطرة الأرادي على حركاتي ... أترك له نفسي.. قد اشتقت إليه حقاً منذ آخر مرة كدت أن أغرق فيها ... لا لست خائفة برغم تعدد مرات غرقي غير المكتملة .. فهم يحرروني من بين ذراعيه قبل أن تصعد روحي.. لا بأس أنا هنا من جديد فافعل بي ما شئت..
أسبح إلى الميناء الصغير و اركب اليخت لأنطلق بعيداً ثم أوقفة في وسط الماء ... استلقي به .. يتأرجح يمنى و يسرى بفعل الموج ..يحل الظلام ... أجمع الحطب و أسكب عليه الجاز لأشعل النار لا من أجل التدفئة ولكن لأني أحب هذا المنظر... السماء اصبحت كرداء أسود بديع مرصع بالألماس... حفيف عسف النخيل...و صوت حبيبي الذي اتشح بالسواد إلا من بعض البقع البيضاء التي تظهر بين الفينة و الاخرى بفعل الموج... لو أن أحداً هناك في هذه اللحظة فقط لكان الامر أفضل .. فقط كي استلقي علي صدره لأحس ببعض الأمان و الدفء... أغمض عيني... أفتحها مجدداً لأرى الجبال حولي و أنا على حافة أحدها...أثبت الحزام على صدري و بطني ... يخبرني الرجل أن أجذب ذلك الخيط بعد قليل لينفتح الباراشوت ... ارجع إلى الوراء .. استعد.. تتسارع ضربات قلبي ... أركض ناحية الحافة ثم أقفز ...وااااااااااااو .. قوة دفع الهواء و انجذابي السريع إلى الارض ... أجذب الخيط ... أحس نزعة قوية لأعلى .. آلمتني قليلاً و لكن أمتعتني أكثر ... أتحرك فوق الجبال كالطير... أصرخ عالياً ... freedom كما قالها ميل جيبسون في الفيلم و لكن لأسباب أخرى ...أفتح ذراعاي عن آخرهما و ألقي رأسي إلى الخلف ...أقترب من الارض تدريجياً ...أجدني في أحد معارض الرسم مُرتديه ملابس القرن الفائت تلك الفساتين المنتفخة و بيدي شمسية ... أقف مدهوشة أمام إحدى اللوحات .. تمتزج فيها الالوان بعذوبة ... أرى بها حياتي .. أحس بالوحشة و القرب و الألم و الأبتهاج و الطفولة و الشيخوخة و الطمأنينة و الخوف .. لا أعلم هل هذه هي روح اللوحة أم روحي أنا أم الاثنتان معاً...خرجت من المعرض لأركب عربة تجرها الخيول لأصل إلى قصري ... أستقبلني الخدم بحفاوة.. لم أكن قد رأيتهم من قبل ولكني أحسست بالألفة تجاههم .. دلفت البيت الفقير لأجد صغارى جالسين حول مائدة الطعام الخشبية وما أن رأوني حتى اندفعوا إلي ليقبلوني طالبين مني أن أحضر الطعام ... جمعتهم من حولي و بدأنا في أعداد بعض الحساء من الخضر و البطاطس فلم نكن نحلم باللحم .. يعمل كل صغير على شيء في المطبخ .. نخرج منه فنجلس ملتصقين على الاريكة الخشبية القديمة و أنا أروي لهم بعض القصص القديمة عن أبيهم ...نحضرالطعام معاً و نأكل سوية و نحن نضحك و نتخيل قطع اللحم و الفاكهة و يعزم الواحد منا الآخر على صنف الطعام الذي يشتهيه ... أجمع الاطباق و أطلب منهم المزاكرة بينما أنا أنظف المنزل ... أنتهي منه و أغلي لهم القليل من اللبن و أمزجة بالقليل من الماء كي يكفيهم جميعاً ...أحمل كل منهم إلى مضجعه وأقبله على جبينه ... أروي لهم قصصاً خيالية فيغطوا في سبات عميق ... أزفر تنهيدة أرتياح و أطفيء الانوار ... أنظر من حولي ... يبدو أنني أعتلي المسرح .. تشخص عيناي بشدة .. يطلب مني الرجل المخباً في غرفة تحت المسرح أن أقول دوري في النص ... أي نص ؟؟؟؟ راح يعبر ببعض الأشارات .. لم أفهم شيئاً .. أستأنف الممثل أمامي الحديث شيء ما شممت به رائحة الرشوة ... لم يكن معي النص و لكن يمكنني أن ارتجل أو يلقيني الجمهور بحبات الطماطم .. قال : سأعرض عليكِ مالاً وفيراً .. أخذتني الحماسة لا أعلم من أين و قلت : لو أنك تشتري السُلطة و الناس و عبارات النفاق و الطعام و الشراب و غيرها من الاشياء بالمال فإنك أبداً لن تحصل على دعوات الناس لك في الخفاء بالمال و لا محبتهم بالمال و لا احساس السعادة... آسفة يا سيدي لن أقبل عرضك .. لن أفرط في أهلي ووطني ... لن أكون كالأخريات ...انتهت المقابلة .دوى التصفيق الحارعالياً و رفع الرجل المخباً أحد حاجبيه .. عبرت للجمهور عن امتناني و أُسدل الستار فأظلمت الدنيا من حولي .. حاولت أن أستبين معالم الاشياء في الظلام ... أعتادت عيني على الظلمة .. كان أحدهم يجلس على كرسي و يدعوني أيضاً لأجلس حول الطاولة و هناك رجال آخرون من حوله ... بدأ يشرح لنا كيف سنقتحم ذلك المنزل .. و كيف سنجعلها مجرد جريمة سرقة و ليست في الاصل بدافع القتل ... أقترح أحدهم أن نقتلها بالقنص من بعيد و ينتهي الامر عند ذلك و لكنه قال .. قلت طلب منا المُؤجر أن تكون كالسرقة .. إذن فلتكن . وزع الرجل الادوار علينا ... سألته وما هو دوري .. نظر لي بخبث ففهمت فبادلته النظرة.. بدأت ترتسم ابتسامة على وجهي و تزداد شيئاً فشيئا حتى أنطلقت ضحكاتي عالية بعد أن أنهينا المهمة بنجاح و تقاضينا المال ليتم توزيعه بالتساو ... وجدتني على سريري أمام المرآة واضعة ساقاً فوق الاخرى ... و أعبث بشعري و أقوم على وعد مني بالذهاب بعيداً في داخلي مرة أخرى حتى لا أفقد الأمل في التمني ولا أفقد قدرتي علي كتابه كلمات تمس شيئاً بداخلي... حيث كل ما هو ممنوع...
حيث كل ما لا يمكنني أن أفعله - و لنقل الآن- .
أشتم الرائحة التي كنت قد تحدثت عنها سابقاً - لا أعلم أين- .
أمكث أمام مرآتي أوكتاباتي فالاثنان سيان لأرى نفسي المجسدة علي هيئة جسد أو كلمات سوداء على كل من الاثنان بالتتالي..
أعبث بخصلات شعري.. أفكر قليلاً ... لا لن أعيد الحلم الآن .. بعض الاشياء لابد فيها من الحدود كيلا نمل سريعاً و نحس بشوقنا لها و لهفتنا لنعود إليها ...
فلنقل إلي اللقاء الآن أيتها النفس المحتبسة بين جدران جسدي و جلدة روزمانتي ..
إلي لقاء آخر أحررك فيه من القيود .. أحررك من نفسك...
أحررك بعيداً تماماً حيث تريدين...
و حيث أريد أن أكون معكِ..
إلى اللقاء..
27 feb
2009
friday

..................................
حكوك الطبع و النشل محفوسة لنعكوشة

0 قالوا رأيهم في العك اللي تحت ؟؟؟: