نـعـكـشـة

شوية كلام والسلام..مليش دعوةلوبعدما قريته قلت انك ضيعت وقتك..اقرأعلى مسؤليتك الخاصة

في المقهى


جلستُ أمامها في ذلك المقهى...
كان بها شيء...
بدأت اختلس النظرات إليها...
لم تغير من جلستها و لم تلمحني...
أعطاني ذلك.. الفرصة كي أحدق بها...
نعم هي سمحت بذلك....
كانت ترتدي ايشارباً حريرياً مسدلاً علي كتفيها كان بلون حبات الرمان ذلك الأحمر الداكن الذي به لمعة كان مُشبعاً بلون الكريمة ليقلل من درجته...
كانت جالسةً على كرسيها مستندة بكوعها الأيسر علي الطاولة وجبهتها ملتصقة برسغها الأبيض المحاط بقميص كريمي اللون كلون تجزيعات الايشارب..
كانت ترتدي في يدها النحيلة خاتماً ذو فص أحمر كبير ...
في حاجبيها المرسومين بدقة فوق عينيها المغلقتين لمحة حزن ... ربما ذلك ما جذبني لأنظر إليها
تثاءبَت فوضعت يدها علي فمها الصغير ثم عادت واضعة ذقنها الدقيق علي كفها و في عينيها نفس تلك النظرة...
اقترب شخص ما من طاولتها ... رفعت إليه عينيها...شيء ما تغير بها ... أحسست في هذه الوهلة كأنها وردة تفتحت و كان قدومه هو صباحها المشرق..
وكزته بنظرة عتاب .....
قال لها شيئاً فابتسمت ....
جلس معها ....
كانت تبدل جلستها كثيرا بين اللحظة و الأخرى...
اقترب منها النادل ... راحت تشرح له شيئاً ما بيديها ...أومأ إليها ثم انطلق...
تراجعت بمقعدها إلي الوراء ...
قامت من جلستها...
اقتربت منه بخطوات بطيئة...
همست في أذنه بشيء... فأغمض عينيه...
أخرجت من حقيبتها علبة صغيرة زرقاء مربوطة برباط ذهبي ...
وضعتها أمامه علي الطاولة ...
عادت إلي مقعدها .... تفوهت بكلماتٍ أظن أنها طلبت منه أن يفتح عينيه...
تبدلت ملامحه فجأة ...قال لها شيئاً فتبدلت ملامحها هي الأخرى ..
أصابها الذهول ... اقترب حاجبيها من بعض ... أحسست و كأنها تقدمت بالعمر سنون كثيرة ... نظرت إليه نظرة قاسية...
قامت من مقعدها بعنف...
أمسك يدها ... فجذبتها بشدة ...
قام من مقعدة ...كان غاضباً...
أمسك بذراعيها ... أعطتني ظهرها ... نظر إليها نظرة حنونة .. قال لها بضع كلمات ...
أظن انه أقنعها بشيء فقد عادت إلي مقعدها ...
أعاد إليها العلبة الزرقاء....نَظَرت إليها مطولاً .... تفوهت بشيء ثم أخذتها...
سألني النادل : ماذا تريد ... أجبته : أي شيء .. قال : لابد أن تطلب شيئاً ... قلت له : أظن أنني سآخذ شاياً ....
عدت ببصري إليها فوجدتها تضحك عالياً واضعة يدها علي فمها و قد ألقت بجسدها إلي الخلف...
حضر صديقي ...
كان لابد من رحيلي...ألقيت عليها نظرتي الأخيرة ...
تمنيتُ شيئاً في داخلي...
و رحلت ........
............................
حكوك الطبع و النشل محفوسة لنعكوشة

0 قالوا رأيهم في العك اللي تحت ؟؟؟: